أن واحدة من المشكلات التى يعانى منها الأطفال فى الوقت الحاضر هو إضطراب التوحد والذى إرتفعت أعداد المصابين به بشكل متزايد فى السنوات الأخيرة ، ووجود طفل توحدى داخل الأسرة يؤثر فى الأتصالات والتفاعلات داخل النسق الأسرى ويغير من حياة الأسرة بصفة عامة وأم الطفل التوحدى بصفة خاصة حيث يؤثر على سلباً على المشاعر وأدوار والأم ، وكل هذا يؤدى إلى حدوث عزلة إجتماعية لأمهات الأطفال ذوى إضطراب التوحد وتمثل العزلة الاجتماعية مظهراً مهماً من مظاهر السلوك الإنساني بما لها من تأثيرات خطيرة على شخصية الفرد وعلاقته بالآخرين ، حيث تشير إلى عدم قدرة الفرد على أن يقيم مع الآخرين علاقات اجتماعية متبادلة وناجحة ، وهو ما يدل على عدم قدرته على الانخراط في العلاقات الاجتماعية ، أو الوفاء بمتطلباتها والتزاماتها ، حيث تنفصل ذاتها في هذه الحالة عن ذوات الآخرين ، مما يدل على عدم الكفاية في شبكة العلاقات الاجتماعية للفرد من حيث عدم الارتباط الفعال بأشخاص آخرين ، أو الاغتراب فيما بينهم مع غياب العلاقات المتكاملة اجتماعياً ، وهو ما كان لدور كبير في انتشار الاكتئاب والتوتر ، إضافة إلى تبدد الكثير من القيم الاجتماعية واضطراب في العلاقات الإنسانية والشعور بعدم الأمن النفسي .